لم أعرف ما تقييمى للفيلم، لقد دخلتة
بتوقعات ظالمة كان من المتوقع أن تقودني للإحباط لا محالة.
أولاً لابد من تحية واجبة ل هند صبري
المتألقة دائماً لا يخالطك الشك للحظة واحدة أنها ليست سوي فلاحة مصرية أصيلة،
ليست اللهجة أو الملابس و ملامح الوجة فقط لكن أيضاً نبرة الصوت، المفردات، المشية
و حتى شيئ في نظرة عينيها أكد لي أنها أسماء.
و سيد رجب كان رائع ببساطة و دون
مُبالغات أو إفتعال أب مصري كما قال الكتاب
ماجد الكدواني كان مفاجأة لي شخصياً و
إن لم يبد أغلب الناس متفاجأين مثلي (ربما السبب أنة بالفعل قدم دور آخر فى 678
علي نفس المستوي) كان يبدو حقيقياً للغاية إنسان متسق مع ذاته يعلم من هو و حقيقة
ما يفعله حتى و إن كان في بعض الأحيان يثير الخجل.
هاني عادل ربما لم يكن هو الإختيار
الأمثل و كان الحلقة الأضعف فى سلسلة الفيلم.
عن القصة نفسها، أسماء سيدة مصرية
حاملة لفيروس الإيدز، و تكاد تلقى حتفها إثر إصابتها بالمرارة و رفض الأطباء إجراء
الجراحة اللازمة، لإعترافها بمرضها. هذه القصة بإختصار مُخل.
مآخذى على القصة، لم أستطع تحديد
الإتجاه الذى يريدنى صناع الفيلم التعاطف معة، أو بصورة أوضح لقد علمت الإتجاة
الذى يريدنى صناع الفيلم التعاطف معة و لكن الفيلم أخذ في إرسال إشارات متضاربة
إلي عقلي الصغير.
هل تريدونني أن أتعاطف مع مرضى الإيدز
عموماً، هل رسالة الفيلم هي أحقية جميع المرضى في تلقي العلاج اللائق بغض النظر عن
سبب الإصابة؟، إذاً لماذا في نهاية الفيلم تم سرد تفاصيل كيفية إصابة أسماء
بالمرض، لقد تسبب هذا في قذف كل التعاطف الذي تم بنائه على مدار أحداث الفيلم علي
حالة أسماء الخاصة جداً، لقد كانت سقطة في إعتقادي و فعلت "نقيض الذروة"
Anti-Climax، و تسببت فى فساد الكثير -إن لم تكن كلها- من نظرياتي الآتية عن رسالة
الفيلم و حقاً لا أستطيع مغفرة هذة النقطة.
هل تريدونني أن أتعاطف مع المرضى في
مصر –بشكل عام- الذين تضطرهم الظروف للتعامل مع مستويات غاية فى التدني من الخدمات
الطبية و الأطباء غير المؤهلين و غير الأكفاء؟
هل تريدونني أن أتعاطف مع مرضى، مع
أوجاع ما يعايشونة من مرض لابد أيضاً أن يخفوا مرضهم حتى لا يلفظهم المجتمع؟ أن
أكره/أُغير ربما، هذا المجتمع الذي يطالب ثُلة من مواطنيه أن يموتوا في صمت، حتى
يقوا إخوانهم مغبة البحث و التدقيق في معرفة حقيقة المرض!
أنا أعرف نفسي و أعرف أن ما علمته عن
الإيدز فى الصف الثالث الإعدادي كاف جداً، ما أعلمه ايضاً هو أن ليس كل الناس أنا،
و ليس كل الناس حاصلين علي نفس هذا المستوى من التعليم.
أخيراً، نرفع القبعة ل "عمرو
سلامة" و جميع القائمين على الفيلم، لم يكن كئيباً علي الإطلاق ،لقد وضعني في
دوامة طاحنة من الأفكار المتضاربة و لعمرى إنه لشيئٌ محمود.