Sunday, September 17, 2006

خالد الذكر أمل دنقل

مقابله خاصه مع إبن نوح

جاء طوفان نوح
المدينةتغرق شيئا فشيئا
تفر العصافير
و الماء يعلو
على درجات البيوت ـالحوانيت ـ
ـ مبنى البريدـ
ـ البنوك ـ
التماثيل ـ (أجدادنا الخالدين )
ـ المعابد ـ
ـ أجولة القمح ـ
مستشفيات الولادة ـ
بوابة السجن ـ
دار الولايه ـ
أروقة الثكنات الحصينة ـ
العصافير تعلو ..رويدا ..رويدا
ويطفو الأوز على الماء
يطفو الأثاث ..ولعبة طفل..
وشهقة أم حزينه
الصبايا يلوحن فوق السطوح
جاء طوفان نوح
هاهم الحكماء يفرون نحو السفينه
المغنون..سائس خيل الأمير ..المرابون..
قاضي القضاة ..ومملوكه
حامل السيف ..راقصة المعبد (ابتهجت عندما إنتشلت شعرها المستعار)
جباة الضرائب..مستوردو شحنات السلاح..
عشيق الأميرة في سمته الأنثوي الصبوح ..
جاء طوفان نوح
هاهم الجبناء يفرون نحو السفينه
بينما كنت ..كان شباب المدينه
يلجمون جواد المياه الجموح
ينقلون المياه على الكتفين
و يستبقون الزمن
يبتنون سدود الحجارة
علهم ينقذون مهاد الصبا والحضاره
علهم ينقذون الوطن .
صاح بي سيد الفلك قبل حلول السكينه:
"أنج من بلد لم تعد فيه روح "
قلت :
طوبى لمن طعموا خبزه..في الزمان الحسن
وأداروا له الظهر يوم المحن
ولنا المجد ..نحن الذين وقفنا
وقد طمس الله أسماءنا
نتحدى الدمار
ونأوى إلى جبل لا يموت
يسمونه الشعب
نأبى الفرار و نأبى النزوح
كأن قلبي الذي نسجته الجروح
كأن قلبي الذي لعنته الشروح
يرقد الان فوق بقايا المدينه
وردة من عطن
هادئا
بعد أن قال لا للسفينه
وأحب الوطن

No comments: